ديوان :وأخيرا صار لنا أمل ...الأستاذ :خليفة عدالات
خيمة الشعر
خيمة للشعر أنسجها من خيوط الكلمات
أجول من خلالها روحا ما بين ماض وآت
أعيد من خلالها ماض قد نأى عني
ولم يبق منه سوى الذكريات
خيمة للشعر أنسجها من حنين الذكريات
لأبعث نفسي جديدا
في ربوع الكلمات
آه أيتها الأيام التي أفلت
وآه أيتها الأيام الخاليات
ما مضى من أيامي حلو وعذب
فكيف يا ترى حال
سنيني المقبلات؟
بالأمل والتوكل وعشقي العمل أمضي
أنحت قدري عازما وبكل ثبات
ذلك دربي منذ نشأت
وذلك زادي وعدتي حتى الممات
عش يا صاحبي كما شئت بمال وفير وجاه
وما شابه ذلك من متع الحياة
ولكن تذكر… فالحياة دجى مظلم
إذا افتقرت إلى الفضائل والمكرمات
ورأس هذه الفضائل أمل نزرعه
في نفوسنا المنهكات
وحب صادق نتقاسمه
به نحيا أيامنا المقبلات…
مثقلة هي الدنيا بخطوبها
ونفوسنا بمتاعب الأيام مثقلات
ولكن بالعمل والأمل والإيمان نمضي
يا صاحبي نغالب الخطوب الآتيات
فكن يا صاحبي ذا أمل وسعي
وذا نفس طويل طاول به الأيا م الباقيات
وكن للتحديات كفؤا وندا
ولا تنحن إلا لفاطر السماوات
حياتنا يا صاحبي درب نسلكه
فاختره بحكمة تنأى بنفسك عن المتاهات
واحذر يا صاحبي غفلة
فإن تغفل تكن عبدا للضلالات
وكن يا صاحبي كيسا
تجد في تجارب الآخرين عبرا وعضات
ولا يكونن الأحمق أسوة لك
يقضي حياته تائها
ما بين الحماقات
حياتنا يا صاحبي قصيدة
تستمد روحها من صدى الكلمات
تستقي رونقها وقافيتها
من سحر الليالي والأمسيات
وميزانها مستلهم
من وقع الحوادث المتعاقبات
نبدأ تأليفها صغارا
وحين نكبر تكبر معنا
وحين ننهيها ننتهي....
ولا نترك خلفنا سوى الكلمات.
سأكتب الشعر ما دمت حيا
أخلد به الساعات العابرات
أتصيد المعنى مابين روي وقافية
وبين كلماته والعبارات
لعلي في يوم أفهم ذاتي
وأدرك سر هاتيك الحياة.
كم من قصيدة كتبنا يا قلمي
وكم نفثتا خلالها من الزفرات...
وها نحن كلما أنهينا واحدة مررنا لأخرى
نمتطي صهوة الشعر ونمضي نتابع درب الحياة....
نوفمبر 2009